ادارة الموقع لا تتدخل في رسائل أهل السلطة لا في الشكل ولا في المضمون ولا اللغة.. نرجو من القراء الكرام احترام النص في شكله على الأقل ولا نجبر أحداً على اتقان اللغة لكن الشكل لا يحتاج إلا لشياكة فقط.
يبدو أنّ بعض أحفاد الوطن – أو بالأحرى أشلاء الوطن – هم متأثرون بهذا البيت الذي يهجي أبو الطيب من خلاله كافور الاخشيدي بعد أن خيّب له ظنّه بعدم منحه ولاية.تلك الخاطرة التي كتبها المتنبي أمست حكمة في لبنان يتناولها لسان البشر وتتبنّاها عقولهم!
كنتُ في الباص متوجّها إلى بيروت أتأمّل ما يوجد أمامي وما لا يوجد.. أرسم مستقبلي الوهمي - والنّافذة ألمتّسخة بوجهي – عن طريق أفكارٍ يسمّيها البعض أمنيات يحققها الله والبعض الآخر الذين اشاطرهم الرأي يدعونها أمنيات تحققّها "الواسطة" في بلد الكفاءات هذا!
وبينما كنت غارقًا في بحر الأمنيات، إذ بي أسمع قهقهات نابعة من "شلّة شباب" يعتبرهم الرّقي أعداءً له أمّا الأخلاق الحميدة فتركت عشرتهم وعهدهم!
ضحكات قطعت أرواح أمنياتي التي لم أحزن على فقدانها، لأني كنت على ثقة أنّها ستعاودني ليلاً بواسطة أحلامي!
ضحكات تسخر بفتاة سرلانكية، بريئة العينين.. ضحكاتٌ تراقصها كلمات تجدها فقط في معجم "الوساخة" وعبارات تلقاها في كتاب "اللاأخلاقية"!
والفتاة، التي أخطأت حين أتتْ لتعمل في لبنان (في بلد مواطنين لا تحترم نفسها، فكيف لهم احترام الآخر؟) تجلس كالحمل الوديع والدّموع تسبح في عينيها وعلامات الحزن تفصّل وجهها الصادق..
أوقفت الفتاة صاحب الباص على الأثر وترجّلت منه كطائرٍ مكسور الجناحين!
أمّا أنا.. فجالسٌ في مكاني أتأمّل ذلك المشهد، الذي لا تراه سوى في أرض القداسة كما يسمّيه أولئك المخطئون.. أضارعها أحاسيسي ومشاعري وأشاركها حزنها في قلبي الذي بكى على وضع المساكين والفقراء في لبنان، على العنصرية الفاجرة التي تآكل عظامنا.. على تلك الشلّة "الفاشلة"التي رأتْ عيناي قباحتها وسمعتْ أذناي بشاعتها…بكي علينا.. على أمّةٍ "ضحكت من من جهلها الأمم".. فلنشيّع لبنان "الذي ربينا على ميزاته في الكتب الكاذبة"… ولنصرخ مع بعضنا "رحمك الله يا لبنان"! بيار فاضل…إنّ العبيدَ لأنجاسٌ مناكيدُ"